الأخبار

تشارك الهيئة العامة للإحصاء مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الاحتفاء بيوم الإحصاء الخليجي الذي يوافق 24 ديسمبر من كل عام، حيث يأتي هذا العام تحت شعار "بيانات موحّدة.. رؤية مشتركة"، وذلك في إطار التزام منظومات الإحصاء الخليجية بتجسيد التطور في العمل الإحصائي وتعزيز دوره في دعم خطط التنمية الشاملة وتحقيق مستهدفات الرؤى الوطنية في دول المجلس.
ويأتي الاحتفاء هذا العام استمرارًا لجهود دول المجلس في بناء منظومات بيانات إحصائية متقدمة تُسهم في توفير إحصاءات دقيقة وموحّدة، تعزّز فاعلية السياسات العامة وتدعم صناعة القرار، لمواكبة مستهدفات التنمية المستدامة. ويُعد يوم الإحصاء الخليجي مناسبة سنوية لإبراز أهمية القطاع الإحصائي ودوره المحوري في رسم ملامح المستقبل التنموي لدول المجلس، إلى جانب تعزيز وعي المجتمع بقيمة البيانات الإحصائية بوصفها عنصرًا رئيسًا في التطوير والنمو والتقدّم.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الهيئة العامة للإحصاء فهد بن عبدالله الدوسري أن هذا اليوم يعكس التزام دول المجلس بتعزيز التكامل الإحصائي الخليجي، مضيفًا أن مواءمة البيانات الإحصائية وتوحيد منهجيات إنتاجها يشكّلان ركيزةً أساسية لتحقيق رؤية مشتركة قوامها اقتصاد قوي وتنمية مستدامة، بالشراكة مع منظومات الإحصاء الخليجية، إلى جانب تطوير خطط التحول الوطني والمنهجيات الحديثة في إنتاج البيانات.
يُذكر أن المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اعتمد خلال دورته الـ(141)، التي عقدت في المنامة بمملكة البحرين في 24 نوفمبر 2016م، تخصيص يوم سنوي للإحصاء الخليجي، بهدف تعزيز شراكة المجتمع مع الجهات الإحصائية، وتسليط الضوء على دور الإحصاء الحيوي في دعم التنمية المستدامة، وإبراز الدور الاستراتيجي لمنظومة البيانات الخليجية في بناء السياسات واتخاذ القرارات التنموية في المنطقة.
 

افتتح معالي وزير الاقتصاد والتخطيط رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم، ورشة العمل الافتراضية بعنوان "الممارسات الإحصائية: البيانات السعودية ودورها المحوري في دعم التنمية الوطنية" التي تنظمها الهيئة العامة للإحصاء ضمن "الطريق إلى الرياض" استعدادًا لاستضافة المملكة منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس للبيانات في نوفمبر 2026م.
وأكد معاليه في كلمته الافتتاحية أن هذه الورشة تمثل خطوة مهمة في تعزيز دور البيانات الإحصائية كأساس لصناعة السياسات الوطنية وبناء الخطط التنموية وقياس الأثر، مشيرًا إلى أن تكامل الجهود الحكومية في تطوير منظومة إحصائية وطنية يخدم صُنّاع القرار ويعزز الشفافية، ويرفع كفاءة العمل الحكومي، إلى جانب أهمية البيانات الإحصائية في متابعة تقدم المملكة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وأهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا أن الإحصاءات أصبحت عنصرًا استراتيجيًّا لدعم اتخاذ القرار المرن والمواكب للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية.
من جانبه، قدَّم رئيس الهيئة العامة للإحصاء فهد بن عبدالله الدوسري خلال الورشة عرضًا تفصيليًّا حول رحلة التحول التي شهدتها الهيئة خلال الأعوام الماضية، مستعرضًا مرحلة ما قبل التحول التي كانت تعتمد فيها الهيئة على تقديم نحو 50 منتجًا إحصائيًا، وما شهدته مرحلة ما بعد التحول من نقلة نوعية في منظومة المنتجات الإحصائية التي أصبحت تتجاوز 80 منتجًا، إضافة إلى تطوير المنتجات القائمة وتطبيق منهجيات حديثة ومتوافقة مع المعايير الدولية، وزيادة مستوى دورية النشر والتفاصيل والتغطية الإحصائية.
وأكد الدوسري أن إقرار مجلس الوزراء لنظام الإحصاء شكّل محطة مفصلية في تطوير المنظومة الإحصائية بما يعزز حوكمة العمل الإحصائي، وينظم الأدوار والمسؤوليات وفق أفضل الممارسات الدولية، مشيرًا إلى الأدوار الرئيسة للهيئة في حصر البيانات والمعلومات الشاملة من مصادرها المختلفة وإنتاج الإحصاءات الرسمية وتطويرها ونشرها وتزويد الجهات الحكومية والمنشآت الخاصة والأفراد والمنظمات الدولية بها.
كما تطرق رئيس الهيئة إلى أبرز المنتجات الإحصائية التي تصدرها الهيئة بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي، ومؤشر الإنتاج الصناعي، وإحصاءات التجارة الدولية، ومسح دخل وإنفاق الأسرة، وإحصاءات المساكن، وإحصاءات سوق العمل، وإحصاءات النقل والطاقة المتجددة، مؤكدًا دور هذه المنتجات في دعم صُنّاع القرار بمؤشرات دقيقة وموثوقة.
وأشار الدوسري إلى جهود الهيئة في تسهيل الوصول للبيانات الإحصائية، ورفع الالتزام بالنشر الإحصائي إلى 94% وارتفاع عدد مستخدمي الموقع الإلكتروني إلى 8.5 ملايين مستخدم خلال عام 2025م، إلى جانب تطوير الموقع الإلكتروني، وإطلاق معمل البيانات الدقيقة كخدمة إلكترونية متقدمة لتلبية طلبات العملاء بأفضل الوسائل التقنية وأسرع وقت.
كما أشار الدوسري إلى فوز المملكة باستضافة منتدى الأمم المتحدة العالمي السادس للبيانات 2026 في الرياض، وعضويتها في المجموعة رفيعة المستوى للشراكة والتنسيق وبناء القدرات في الإحصاءات (HLG-PCCG) ورئاستها المشتركة لمجموعة عمل حوكمة البيانات، إلى جانب جهود الهيئة في تعزيز الشراكات المجتمعية والعلمية من خلال المنتدى السعودي للإحصاء وملتقى الجامعات والجمعيات الإحصائية، وإطلاق أول مختبر ابتكار متخصص في الإحصاء بالمملكة.
وأكد رئيس الهيئة على تقدم الهيئة في الأداء المؤسسي حيث ارتفعت نسبة مؤشر قياس التحول الرقمي إلى 86% خلال 2025م، إضافة إلى برامج تطوير قادة المستقبل، والإحصائيين السعوديين، والتحول إلى أساس الاستحقاق المحاسبي، وتحقيق مؤشر كفاءة الإنفاق، والتقدم في تقييم مستوى ممارسات إدارة الأداء من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة المتقدمة.
وتناول الدوسري مجالات التركيز المستقبلية التي تشمل النمو والتوسع في الإحصاءات، وتعزيز استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والاعتماد على مصادر بيانات جديدة  ودعم الابتكار الإحصائي، ورفع الوعي، وبناء القدرات الإحصائية من خلال برامج التدريب، ومنح الشهادات الإحصائية للمستخدمين والطلاب والمختصين، بما يعزز الثقافة الإحصائية، ويزيد من الاستفادة من البيانات الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة من الجهود المستمرة التي تنفذها الهيئة العامة للإحصاء في إطار الطريق إلى الرياض، والتأكيد على جاهزية المملكة لاستضافة منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات 2026 وتعزيز مكانتها الريادية في تطوير العمل الإحصائي على المستويين الإقليمي والدولي.
 

وقَّعت الهيئة العامة للإحصاء وجامعة نجران مذكرة تعاون، وذلك تعزيزًا للشراكات المؤسسية، وتكامل الجهود في مجالات الإحصاء والبحث والدراسات الإحصائية، وذلك خلال الزيارة التي يجريها وفد الهيئة لمنطقة نجران، والتي التقوا فيها بصاحب السمو أمير المنطقة وعدد من مسؤولي الجهات.
ومثَّل الجانبين في توقيع المذكرة كل من رئيس الهيئة العامة للإحصاء فهد بن عبدالله الدوسري، ورئيس الجامعة أ. د. عبدالرحمن الخضيري، حيث تهدف المذكرة إلى رفع مستوى التعاون بين الطرفين من خلال تبادل الخبرات، ونقل المعرفة، ووضع إطار عام للأنشطة ومهام العمل المشترك بين الجهتين، وتطوير القدرات المؤسسية، بما يسهم في تحقيق المصالح والأهداف المشتركة.
وتشمل مجالات التعاون تبادل الدعم والخبرات الفنية والمعرفية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتعاون في البحوث والدراسات والمطبوعات، وإتاحة الفرصة لمنسوبي الطرفين للمشاركة في الدورات التطويرية والندوات والمؤتمرات العلمية وورش العمل، إضافةً إلى دعم الابتكار وتطوير المبادرات، وتطبيق أفضل الممارسات في مجالات البحث والدراسات الإحصائية. كما تضمنت بنود المذكرة إتاحة فرص التدريب التعاوني لخريجي جامعة نجران وفق السياسات المعمول بها لدى الهيئة، والتعاون في رفع مستوى التوعية بالأعمال الإحصائية وتحليل البيانات.
تأتي هذه المذكرة في إطار سعي الهيئة العامة للإحصاء نحو تعزيز شراكاتها مع مختلف الجهات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص بما يسهم في تطوير العمل الإحصائي ودعم المستهدفات الوطنية.
 

التقى رئيس الهيئة العامة للإحصاء في مقر الأمانة اليوم، بأمين منطقة نجران المهندس صالح بن غرم الله الغامدي وذلك لبحث آفاق التعاون بين الجهتين في مجالات تبادل البيانات والمعلومات الإحصائية الداعمة للتخطيط والتطوير العمراني بالمنطقة.
وناقش الطرفان خلال اللقاء أهمية التكامل بين الجانبين في مجالات اختصاصهما، والاستفادة من المؤشرات الإحصائية الدقيقة في رفع كفاءة المشاريع والخدمات المقدمة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
الجدير بالذكر أن هذا اللقاء يأتي امتدادًا لسعي الهيئة العامة للإحصاء نحو تعزيز شراكاتها الاستراتيجية مع الجهات والمؤسسات في كافة القطاعات، لتوظيف منتجاتها الإحصائية في دعم المبادرات والمستهدفات الوطنية، ودفع مسارات التنمية في مختلف مناطق المملكة.